دكتور منصور علي في مدارات يكتب عن :تأثير قطع العلاقات الدبلوماسية بين السودان والإمارات على الرعايا

دكتور/ منصور علي عبد الله

قطع  العلاقات الدبلوماسية بين دولتين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على رعايا الدولتين. نقف في هذا المقال على أهم النقاط المؤثرة على الرعايا وأسرهم و كيفية التعامل مع رعايا الدول في مثل هذه الحالات:

إغلاق السفارات والقنصليات:

عند قطع العلاقات الدبلوماسية، يتم إغلاق السفارات والقنصليات، مما يؤدي إلى توقف الخدمات القنصلية مثل تجديد الجوازات أو توثيق الوثائق وتجديد التأشيرات و الإقامات وغيرها من الأعمال والقنصلية

تأثير على الرعايا المقيمين

الرعايا المقيمون أو الزائرون قد يواجهون صعوبات قانونية وإدارية، مثل الإقامة، العمل، أو الدراسة. قد تطلب الدولة من رعايا الدولة الأخرى مغادرة أراضيها خلال فترة محددة، لكنها ليست ملزمة بذلك. في بعض الحالات، يُسمح للرعايا بالبقاء بشرط احترام القوانين المحلية، أو يتم منحهم تسهيلات خاصة لمغادرة البلاد.

وتدير كل دولة شؤون رعاياها والتكفل بمصالحهم عبرطرف ثالث حيث توكل كل دولة مصالحها في الدولة الأخرى إلى دولة ثالثة (تُسمى “القوة الحامية”) لتقديم الخدمات القنصلية والدعم اللازم لرعاياها.

ويعتبر قطع العلاقات الدبلوماسية سلاح شائع تستخدمه جميع الدول متى ما احتاجت إليه و

هناك أمثلة تاريخية بارزة على قطع العلاقات الدبلوماسية وتأثيره على الرعايا، مثل قطع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في عام 1979، وقطع العلاقات بين السعودية وقطر في عام 2017.

حيث قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع إيران في أبريل 1980. وتم إغلاق السفارتين، واضطر الأمريكيون المقيمون في إيران إلى مغادرتها تدريجيًا. سويسرا أصبحت “القوة الحامية” للمصالح الأمريكية في إيران. و

في يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، متهمةً إياها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية. تم طلب من المواطنين القطريين مغادرة تلك الدول خلال 14 يومًا، وكذلك العكس. تم إغلاق الحدود، مما أثّر على العائلات المختلطة والطلاب والأنشطة التجارية.

و قديما تم قطع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا (1960) بعد الثورة الكوبية، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا في عام 1960. تم إغلاق السفارتين، واضطر الأمريكيون المقيمون في كوبا إلى مغادرتها. تم فرض حظر اقتصادي على كوبا، مما أثر على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وكذلك تم قطع العلاقات بين السعودية وإيران (2016) بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2016. تم إغلاق السفارتين، واضطر الرعايا السعوديون في إيران إلى مغادرتها. تم فرض قيود على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وبعد الأزمة الدبلوماسية بين قطر ومصر، قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في عام 2017. تم إغلاق السفارتين، واضطر الرعايا القطريون في مصر إلى مغادرتها. تم فرض قيود على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

كذلك قطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع هولندا في عام 2017. تم إغلاق السفارتين، واضطر الرعايا الأتراك في هولندا إلى مواجهة صعوبات في الحصول على الخدمات القنصلية.

وخلاصة القول إن تأثير قطع العلاقات الدبلوماسية يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الرعايا، بما في ذلك:صعوبات قانونية وإدارية و توقف الخدمات القنصلية وفرض قيود على العلاقات التجارية والاقتصادية وظهور صعوبات في السفر والتنقل وبالتالي تأثيرات على العائلات المختلطة والطلاب والأنشطة التجارية وعلى حكومة السودان إيجاد الطرف الثالث لتسيير شؤون الرعايا السودانيين حتى لا تتأثر مصالحهم