حرب 15أبريل ربط النتائج بالأسباب

.
*د.حامد عمرآدم المصري.*
ملح الطعام نتيجة لتركيب عنصرين مهمين فقط، ما يعني أنه قانون ثابت لا يتغير ولا يتبدل فكلما وجُدت الأسباب وجُدت النتائج، فإن أسباب قد تبدو غامضة تؤدي إلى نتائج معينة وقد يشاهد الإنسان هذه النتائج ولا يرى أسبابها مثل الأوبئة التي يشاهد الإنسان نتائجها المخيفة ولم يعرف لها أسبابًا حتى جاء من يقول هذا هو السبب وبينه بالمشاهدة والتجربة.
بسم الله أقول أمامنا حرب مستعرة لثلاثة وعشرون شهرًا كاملة، كادت أن تعصف بوجود الدولة السودانية لولا لطف الله تبارك وتعالى وتصميم وإرادة القوات المسلحة لسقط السودان منذ اليوم الأول للحرب..!
ولو أن أهل السلطان في السودان ربطوا نتائج أفعال الجنجويد المروعة بأسبابها المبنية على البحث والمعرفة وليس على الوهم والباطل لاتضحت الرؤية ووضعت الدولة سلطانها على الأسباب الحقيقية لهذه الحرب وبالتالي القضاء فيها وإلى الأبد.
مع العلم أنها ليست الحرب الأولى في السودان فكان من البديهيات الوقوف على الأسباب منذ عقود والتعامل معها.
فإذا كان علم الفلك والكيمياء له قانون يربط النتائج بالأسباب فهناك أيضًا علم مجتمع ونفس وأخلاق، فكان حريٌ بسلطان الدولة توظيف هذا العلم للوقوف على أسباب هذه الحروب التي أقعدت السودان عن ركب الحضارة والتقدم.
لكن يبدو أن مراكز سلطان الدولة في حالة عجز أو أنها لم تدقق في نتائج حروب السودان بالأسباب الحقيقية أو التوصيف المجرد، وأن الذي يربط هو الذي يبحث في الأحداث الاجتماعية ويراقبها فتظهر له الأسباب التي أدت إلى النتائج فيربطها فتظهر الحقيقة.
هذه الأفكار تطبيقها ليس صعبًا بل ينسجم مع الفطرة الإنسانية السلمية،لكن الذي يحدث غير ذلك.
إن الذين قتلوا الناس في دارفور والجزيرة وكردفان والخرطوم ونهبوا واغتصبوا النساء ودمروا البنية التحتية للدولة وهجّروا وشرّدوا المواطنيين الأبرياء..! إن معظمهم لم يعرفوا طريقًا للتنوير منذ نشأة الطفولة غير التعامل مع الحيوان ومشاركته شرب الماء من حوضٍ واحد..! أليست هذه أسباب كافية لنتائج الدمار المادي والمعنوي الذي لحق بالأنفس والثمرات..ماذا ننتظر من شخص بهذه المواصفات..!؟ والدولة تعلم هذا ومنحته فوق ذلك كله سلطان القرار والمال والسلاح..!
أقول إذا أردنا أن نبني سودان آمن ومستقر لا بد من الآتي:
أولاً :دمج كل الجيوش التي تقاتل صفًا واحدًا مع القوات المسلحة لدحر المعتدي في القوات المسلحة السودانية وبمعايير صارمة لا تعرف المجاملة.
ثانيًا: بسط التنوير وتوطين الناس بمؤسسات التعليم والصحة والمياة والكهرباء والمصانع والطرق والجسور في أماكنهم الأصلية.
ثالثًا: وقف الهجرة إلى العاصمة الخرطوم بالطرق المدروسة وهذا لا يتم إلا عن نهضة شاملة “ذكرتها ثانيًا” تنتظم الولايات تبصر المواطن بمكنون الخيرات في مدن وقرى السودان المختلفة.
رابعًا: توزيع سلطان الدولة وثروتها بعدالة وفق تعداد سكاني شامل.
هذه بعض من ملامح الطريق الأوحد إلى سودان آمن ومستقر ومتطور وإلاّ فإن السودان موعود بحروب جديدة في كل عقدٍ من الزمان لا تقل ضراوة عن حرب 15ابريل وسيتحمل المواطن سداد الفاتورة.
وهكذا دواليك…
وعلى الله قصد السبيل وبه الاستعانة.