رحلة العودة لأرض المحنة

….
د. أيمن هاشم
العودة إلى ارض المحنة ودمدني
بعد عام وأربعة أشهر من مغادرتي مدينة ودمدني نازحا ، ها أنا اليوم في ودمدني ، ارض المحنة ، محمّلًا بمشاعر متباينة. فرحة العودة إلى مدينة أحبها تختلط بحسرة عميقة على الثمن الكبير الذي دفعناه جميعًا من دماء شعبنا ومستقبل أجيالنا في هذه الحرب.
اليوم، وأنا في ودمدني، أجد نفسي ممزقًا بين شعورين: فرح بعودة طال انتظارها، وحسرة على التضحيات الجسيمة التي قدمها هذا الشعب العظيم.
لكي تهدأ نفوس من عانوا، ويخفّ الحزن عن قلوب من فقدوا أحبتهم، علينا أن نتحلى بالوعي ونعمل بكل جهد للعودة احسن مما كنا . يجب أن نبني معًا وطنًا يستحق جميع السودانيين، وطنًا يكرّم أرواح الشهداء، ويُسكّن قلوب ذويهم، ويداوي الجراح التي خلفتها هذه الحرب القاسية. وطنًا يُتيح مستقبلًا من الرفاه لأبنائه، وطنًا نرفع رؤوسنا عاليًا لأننا ننتمي إليه ويحمي كرامتنا.
علينا أن نعلّم أبناءنا ما مررنا به، حتى لا يتكرر الماضي، وعلينا أن نزرع فيهم قيم الوحدة والانتماء لوطن يحتضن الجميع.
حتى لا يتكرر الماضي!