فضاء الرأيكتاب اسكوب

مبارك بشير يكتب *مابين إنسانية د. دفع الله ومحاولة إغلاق مركز النصر الطبي بسنجه*

 

*✒️مبارك بشير*

لا شك ان مهنة الطب بتقسيماته المختلفة هي مهنة إنسانية قبل ان تكون مهنة من أجل التكسب وإكتناز الأموال، والتجارة بمعاناة المرضى، لذلك رسم الكثير من الأطباء صورة ذاهية إنطبعت في أذهان المرضى ومرافقيهم، وملأت سمعتهم الأفاق، وأصبحوا (أيقونة) الحقل الطبي واهزوجة ترددها الألسن وتلهج لها بالشكر والثناء، وذلك للطفهم ونُبلهم وإحساسهم العالي بمعاناة المرضى، والسعى الجاد لتخفيف تلك المعاناة دون النظر للعائد المادي، فإسلوب التجارة بالمرضى ليس من أولوياتهم، وسياسة التسويف والتلكوء ريثما يتم سداد فواتير (البيشن) ليست من شيمهم، فطفقوا يمارسون المهنة بمعناها المتعارف عليه، بعيدا عن أي مطمع أخر، ولعل هناك أطباء كثر يشملهم هذا المقال، يمارسون مهنة الطب بضمائر تراعي ظروف المرضى وتلامس حوجتهم، همهم ينحصر في علاجهم ومداواة آلامهم، يزللون كل الصعاب التي تواجه المرضى من أجل استعادة البسمة على الشفاة، وهم كثر يستحقون منا أن نشكرهم ونثمن جهدهم.. غير أنني أخص في هذا المقال الطبيب الإنسان، دفع الله عبدالجبار، دكتور العظام بمدينة سنجة، الطبيب الشاب، الذي إنتزع كل من قابله الإحترام والتقدير، لتواضعه الجم وتقديره الخاص للمرضى، وإحساسه العالي تجاهم ولعل الصدفة وحدها هي التي جمعتني به فوجدته كما سمعت عنه من ذي قبل، هاشا باشا، متواضعا، تسبقه إبتسامته قبل يده ويصافحك كأنه يعرفك من قبل، وفوق ذلك يعامل مرضاه بصورة طيبة، يمازحهم ويضاحكهم، ويهون عليهم الصعب، لأنه يدرك ان العلاج النفسي مدخلاً لعالج الأمراض، ومثل دكتور دفع الله ينبغي أن يجدوا الإهتمام من قبل المسؤولين بالحقل الصحي وأن يهيئوا لهم المستشفيات الحكومية، ويوفروا لهم مطلوباتهم من معدات طبية وغيرها، حتى تستقبل المشافي الحكومية المرضي، وبالتالي بتم تمزيف فاتورة المستشفيات الخاصة ذات التكاليف العالية، وراحة المواطنين من اللهث ورى العلاج الخاص.

معرفتي بدكتور دفع الله عبدالجبار لا تتعدى حدود السبعة أيام ولكن كأنها سنين، ففي المرة الأولى أجرى عملية جراحية لإبن عمي الاستاذ المربي عوض مبارك بمستشفى فيرست كير، حيث إلتمست منه جانبا من الإنسانية، وكان حريصا ودقيقا في عمله، وبعد ان أجرى العملية بنجاح إلتقانا وطمنا على حالته، وكان كالعهد به مستمعا جيدا لأسئلتنا وإستفساراتنا التي أجاب عليها بمنتهى الدقة،،،أما المرة الثانية كانت أمس الأول الأربعاء، ولعل هذه المرة إتضحت لي صورة الطبيب الإنساني، دفع الله، وإلتمست رضاء المرضى أمام عيادته، المكدسة بهم، بل وعرفت من البعض أن تذكرته لا بمكن أن تحول بينه ومرضاه،حيث له تقديراته الخاصه للكثير من الحالات التي يعفيها من سعر التذكرة، ولعل هذا التعامل الإنساني أصبح معروفا لدي الكثيرين، ولا غروا حين تسمع ان كل المستشفيات تتمنى الظفر بخدماته،

>اعود واقول ان المرة الثانية التي قابلت فيها دكتور دفع عبد الجبار كانت يوم الأربعاء الماضي وكنت حينها مرافقاً لإبن اختي ياسر علم الذي تعرضت إبنته الصغرى (سعاد) لكسر، في الرجل وعند مقابلة الطبيب وأخذ الصورة إتضح ان هناك كسر في العضل مما يستوجب عملية مستعجلة، فذهبنا لمستشفى فيرست كير وعرفنا ان تكاليف العملية تبلغ (واحد مليون وثمانمائة ألف جنية) لا غير وهي رسوم عملية فقط غير فاتورة الأدوية والعلاجات الأخرى، لذلك قررنا ان نبحث عن مشافي ومراكز أخرى، عسى ولعل ان نجد رسوم مناسبة، وأثناء بحثنا دلفنا لمكتب دكتور دفع الله فقام مشكورا بالإتصال بعدد من المشافي والمراكز وبعد بحث مضني إستقر بنا الحال على مركز صحي النصر الطبي، حيث ذهبنا وقابلنا إدارة الحسابات وفوجئنا أن التكلفة بكافة مستلزمات العملية بلغت (تسعمائة ألف جنيها فقط) وبحمدالله أجرى دكتور دفع الله العملية بنجاح، وسهولة ويسر، وهنا أشير إلى جزئية مهمة تتجسد في ان أحد موظفي مستشفى فيرست كير وصل المركز زائرا ام باحثا عن معلومة لا ادرى لكنه حرص على مقابلة والد المريضة الاخ ياسر علم، وقال انه تواصل مع احدى المنظمات الطوعية التي وافقت على إجراء العملية مجاناً لكن الاخ ياسر أكد له إكتمال إجراءات العملية وانه لا يمكن ان يتم تأخيرها نظرا لوضع الطفلة، وشكره على اهتمامه، *وهنا:-*

*(نلفت إنتباه المرضى الذين يبحثون عن العلاج بأن مستشفى فيرست كير على لسان احد موظفيها يمكن ان تفتح لهم نافذه مع المنظمات الطوعية لدعم علاجهم) ..إنتهى*

أواصل وأقول أنه بعد العملية بساعات وفي غياب اهل الابنة سعاد بإستثناء النساء جاء أربعة شباب يمتطون مواتر ولابسين زي موحد، دلفوا إلى مكان تواجد الإبنة سعاد وقاموا بتصويرها وسط دهشة النساء اللاتي كن متواجدات بالمركز، وحين عودتنا وسؤالنا عن الحادثة إتضح لنا ان الذين قاموا بالتصوير يتبعون لوزارة الصحة،(قسم الصيدلة والسموم) مع شباب من الخلية الأمنية،

وحسب بعض النسوة الحضور أنهم قاموا بتصوير المريضة دون إذن من ذويها، وأمروا إدارة المركز بقفل المركز، ثم إنصرفوا ولا ندري لماذا قاموا بالتصوير؟

وماهي الجهة التي دفعتهم لذلك؟ ومن أين جاءتهم معلومة أن هناك عملية بمركز النصر الطبي؟

وهل وزارة الصحة على رأس وزيرها الإنسان إبراهيم العوض لديها علم بهذه الإجراء؟

أم خرجوا من مكاتبهم بدافع زولي وزولك؟

وهل إدارة الصيدلة والسموم مسؤولة من المراكز الصحية؟ أم العلاقات الشخصية هي التي قادتهم لمحاولة إغلاق المركز؟

هل موظف فيرست كير جاء المركز لمعرفة احوال المريضة ؟ أم جاء ليعرف هل المركز أجراء العملية ام لا؟

علما بأن المذكور لم تربطه معنا علاقة رحم او سابق معرفة حتى يأتي إلينا في المركز متفقدا لأحوال إبنتنا.

إن كانت هناك ثمة مشكلة بين فيرست كير ومركز النصر، فينبغي ان يصفوها بعيدا عن (بتنا)، علما اننا لم ندع هذه الحادثة تمر مرور الكرام،حيث قمنا بفتح بلاغ ضد موظفي الوزارة ومعرفة هوية من قام بالتصوير، ومن يقف وراء هذا العمل الذي لا يراعي حرمة المرضى؟

المدهش حقاً ان فيرست كير لديها بند في أي إقرار يقدم للمرافقين ينص على عدم التصوير ..فتوغراف،، فيديو،، ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للعقوبة، يحرموه في مشافهم ويحللوه في المشافي الاخرى.

مركز النصر الطبي، لم يغلق أبوابه، بل يواصل تقديم خدماته الطبية على مدار اليوم، ولم يصله أية مكتوب حتى اللحظة يأمرهم بالإغلاق، فكل ما في الأمر ان تيم الوزارة أمرهم بإغلاق المركز دون ان يذكر الاسباب التي إستدعت لذلك ودون أن يأتوا بقرارِ رسمي.

اليوم الخميس المركز ابوابه مواربة ولا يوجد ما يستدعي إغلاقه، وعلى الذين أرادو قفل أبوابه أن يخافوا الله في حق هؤلاء المرضى المحتاجين الذين إنكووا من الاسعار الفلكية للأدوية.

أخيرا

السيد وزير الصحة د. ابراهيم العوض نضع هذه المشكلة بين أياديكم ونتمنى أن تجد الاهتمام والمتابعة والحرص على معرفة أبعادها من معاليكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى