تقارير صحفيةكتاب اسكوب

وفاة صحفي كل (4) أيام ….وفلسطين (مقبرة الصحفيين)

كتب د. منصور على عبد الله

كتب د. منصور على عبد الله
وفاة صحفي كل (4) أيام ….وفلسطين (مقبرة الصحفيين) : منصور علي عبد الله
صورة الفاضل النور الفاضل النورديسمبر 3, 2024022 2 دقائق

الصحافة الحرة عنصر جوهري لحقوق الانسان والديمقراطية وسيادة حكم القانون ومع ذلك يمنع الصحفيين في جميع انحاء العالم من القيام باعمالهم وغالبا ما يواجهون التهديدات والعنف والاختفاء القسري والاختطاف والترهيب والاحتجاز التعسفي والتعذيب والموت في سبيل أداء رسالتهم لاظهار الحقيقة ومساءلة ذوي النفوذ.

والسنوات الأخيرة شهدت معدلا مفزعا ومثيرا للجذع من الوفيات في مناطق النزاع وغيرها في العالم.

وإن ينتهي العام الحالي عند وفاة الصحفية الفرنسية (مارين فلاهوفيتش)التي وجدت مقتولة قبل ساعات على سطح منزلها بمرسيليا في فرنسا والتي تباشر شرطتها التحقيق في قتلها.

واصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في فبراير2024م تقريرها السنوي بمناسبة اليوم العالمي لانهاء إلافلات من العقاب ؛تصاعدا في أعداد الصحفيين الذين فقدوا ارواحهم وبين التقرير عن اغتيال صحفي كل اربعة ايام في العالم.

وطالبت الأمم المتحدة بخطوات عاجلة لحماية الصحفيين والتحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم وملاحقة مرتكبيها في كل مكان ؛مبينة ان (9من10)جرائم قتل صحفيين في العالم تمر دون عقاب.

فلسطين (مقبرة) الصحفيين:

تصدرت فلسطين قائمة الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين للعام2023م وذلك بعد ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة وحدها (192)صحفيا اقتالهم الاحتلال الصهيوني منذ اندلاع الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة في اكتوبر 2023م وحتى الآن وفق بيان مكتب الاعلام الحكومي في غزة والذي ادان استهداف الاحتلال للصحفيين محملا اياه المسؤليه عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء وتعتبر جريمة قتل الصحفيين (جريمة حرب) وجريمة (ضد الإنسانية) حيث اكدت الأمم المتحدة أن اغتيال الصحفيين في غزة يفوق اي حرب اخرى منذ عقود .

وتصدرت المكسيك أعلى معدل قتل الصحفيين في العالم للعام 2022م وسجلت (19) حالة وفاة اثناء التغطية الاعلامية ؛علما بانها ليست من مناطق النزاعات المسلحة.

تتعدد الاسباب والموت واحد:

بوفاة الصحفية الفرنسية مارين فلاهوفيتش البالغة من العمر(39)عاما والتي عملت في العديد من المحطات الاعلامية الفرنسية آخرها (راديو فرنسا الدولي)تعددت اسباب قتل الصحفيين حيث أشارت اصابع الاتهام لاسرائيل محملة اياها اغتيال الصحفية المعروف عنها مساندتها للفلسطينين المدنيين ؛فكان فلمها الوثائقي الذي تعده عن انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة أحد أسباب مفارقتها للحياة.

وفي السودان حصدت الحرب الدائرة هناك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المتمردة منذ ابريل 2023م وحتى الآن (13) صحفيا من بينهم صحفيتان وفقا لاحصائيات نقابة الصحفيين السودانيين التي تأسست حديثا في اغسطس 2022م وقالت ان هنالك (30) صحفيا تعرضو لاطلاق نار كما تم اختطاف (60)صحفيا وتعرض اخرين للتهديد الشخصي.

وأثرت الحرب الدائرة في السودان على فقدان 90%من الصحفيين السودانيين لوظائفهم بعد ان تدمرت مؤسساتهم.

وهاجرت ما يقارب (500) صحفي لدول الجوار (مصر٫اثيوبيا٫يوغندا٫السعودية٫اريتريا) وغيرها بينما نزح(700) صحفي للولايات الآمنة حيث استقر معظمهم في ولايات كسلا والقضارف والبحر الاحمر والشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض.

وبينت جمعة الصحافة الالكترونية السودانية على لسان عضو المكتب التنفبذي (عماد السنوسي) وفقا (للجزيرة نت) أن معظم الصحفيين لجاؤا الي الفضاء فتم إنشاء (800)موقع الكتروني وصحيفة الكترونية ولكنها تفتقد للتمويل وتم انشاؤها بمجهودات فردية مما أثر على المحتوي الاعلامي.

إلافلات من العقاب:

يقول المثل العربي (من أمن العقاب ساء الأدب)وينطبق بحذافيره على قتلة الصحفيين حيث أشار تقرير،(اليونسكو)لهذا العام ان (85%) من جرائم قتل الصحفيين بقيت بدون عقاب من الجرائم التي سجلتها المنظمة منذ العام 2006م وسجل هذا العام 2024م أعلى معدلات اغتيال الصحفيات منذ سبعة اعوام أي منذ العام 2017م بعد تسجيل مقتل (14)صحفية ومن المؤسف ان اسرائيل وحدها قتلت من الصحفيين ضعف عدد الصحفيين المقتولين سنويا بالعالم.

وفي هذا التقرير نعمل جاهدين للفت الإنتباه للجرائم ضد الإنسانية التي ظل يتعرض لها الصحفيين في العالم ليس لشئ سوى اظهار الحقيقة للعالم ومحاولة كيف الجرائم ضد المدنيين اثناء النزاعات المسلحة وبالتالي يدفع الصحفيين اثمانا باهظة تتمثل في ارواحهم ومع ذلك يظل (85%) من القتلة والمجرمين الوالقين في دماء وحقوق الصحفيين احرارا وطليقي السراح يفلتون دوما من العقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى