ولاية الجزيرة لا تحتاج لوزارة تخطيط عمراني بل تحتاج فعليا لوزارة تخطيط حضري وزارة عملها الأساسي يكون بتصميم مدن فعالة ومستدامة. فالتخطيط الحضري المُستدام يلعب دورًا كبيرًا في تحسين جودة الحياة. يساعد في الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية ويحاول التخطيط الحضري المُستدام من خلال تعريفه ومفهومه العلمي مواجهة التحديات مثل النمو السكاني والتغيرات المناخية. ويهدف لخلق مدن مستدامة وذات كفاءة عالية في استخدام الموارد. إن عملية تصميم المدن المستدامة يعتبر جزءًا أساسيًا من هذا التخطيط، حيث يركز على استخدام الموارد بفعالية ، الآن وفي العالم أصبح التخطيط الحضري المُستدام يكتسب أهميته وضرورته. من خلال مساهمته في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة. والمساعدة في خلق مدن صديقة للبيئة وذات كفاءة عالية في استخدام الموارد.
إن التخطيط الحضري المستدام يهدف لتحسين جودة الحياة للمواطنين. والمحافظة على الموارد الطبيعية وتعزز التنمية الاقتصادية. من خلال الحفاظ على الموارد المائية والزراعية وتحقيق الأمن الغذائي ، زيادة الإنتاجية من خلال الرعاية الصحية والوقائية، استخدام الموارد الطبيعية والبنية التحتية بكفاءة، زيادة الكفاءة الاقتصادية وفرص العمل ، وتعزيز التصميم البيئي والنمو الذكي.
لكن النقطة الأهم في هذا الموضوع هو تفعيل دور المجتمع في التخطيط الحضري المُستدام. من خلال تفعيل مساهمته ومشاركته في تشكيل المدن الحضرية.
فالمجتمعات المحلية تساهم وبصورة كبيرة في إستدامة التنمية الحضرية من خلال مشاركة أفكارهم وآرائهم كما أن هنالك هناك آليات فعالة للمشاركة مثل الاستشارات العامة والمشاريع التشاركية. هذه الآليات تعزز الشعور بالملكية والمسؤولية تجاه البيئة الحضرية. فلا بد من وجود الاستشارات المفتوحة مع المواطنين وتفعيل ورش العمل المجتمعية والمشاريع التعاونية بين الحكومات المحلية والمواطنين فهذه الأساليب والوسائل تساعد في التخطيط الحضري المُستدام. فإشراك المجتمع في صنع القرار. سيساهم في تحقيق تنمية حضرية مستدامة تلبي احتياجات الجميع دون التأثير على البيئة.
التخطيط الحضري يمكن ان يعزز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة. ودعم الأعمال التجارية المحلية. وتطوير المناطق متعددة الاستخدامات . وجذب الاستثمارات المستدامة ولجذب الاستثمارات المستدامة، يجب أن تكون البيئة مبنية على مبادئ بيئية واجتماعية. الصناعات الخضراء والتكنولوجيا النظيفة مهمة جداً. تجذب المستثمرين الذين يبحثون عن مشاريع تتوافق مع فوائد التخطيط الحضري المُستدام.
التخطيط الحضري المُستدام يمكن ان يواجه عدة تحديات. هذه التحديات البيئية والاجتماعية تتطلب حلولاً جديدة. هدفها ضمان نمو المدن وفق مبادئ الاستدامة. وهذه التحديات تتمثل في التغيرات المناخية وندرة الموارد تشكلان تحديات كبيرة. تؤدي هذه الظواهر إلى تهديد المدن وزيادة مخاطر الكوارث. كما يعاني العديد من المدن من نقص في البنية التحتية والخدمات الأساسية. وهذا يعيق تحقيق تصميم المدن المستدامة. كما ان همالك التحديات الاجتماعية المتمثلة في عدم المساواة الحضرية والنمو السكاني السريع كما ان نسبة عالية من سكان المدن يعيشون في أحياء فقيرة. هذا يزيد من الفجوة الاجتماعية ويؤثر سلباً على جودة الحياة.
ولمواجهة هذه التحديات، يتطلب التخطيط الحضري المُستدام استراتيجيات متكاملة. استخدام التكنولوجيا الحديثة وتحليل البيانات الجغرافية مهم. يساعد ذلك في تحسين إدارة الموارد وتعزيز الاستدامة في نمو المدن الحالية.
هنالك أمثلة دولية ناجحة في التخطيط الحضري المستدام كيب تاون وستوكهولم هما من أبرز المدن الناجحة. هما يتبعان مبادئ تصميم المدن المستدامة.
تجربة كيب تاون : كيب تاون استخدمت استراتيجيات متقدمة في إدارة الموارد. من خلال تحسين جودة الحياة. فالمدينة تستخدم التكنولوجيا البيئية لتعزيز الاستدامة.
وستوكهولم بنت شبكات النقل العام المستدامة. تشجيع البناء الأخضر تقليل التلوث وزيادة المساحات الخضراء. فالمدينة تنفذ سياسات فعالة للحفاظ على الموارد الطبيعية.
