دكتور ايمن هاشم يكتب… في حضرة الذهب.. جامعة الجزيرة خمسون عاماً
إهداء من الدكتور أيمن هاشم عوض الكريم لجامعة الجزيرة

” الدكتور أيمن هاشم عوض الكريم
في رحاب النيلين، حيث تنبض الأرض بالحياة ويعلو صوت المعرفة، تقف جامعة الجزيرة شامخةً كأحد أعرق صروح التعليم العالي في السودان، بل وفي العالم العربي والأفريقي. نشأت هذه الجامعة في العام 1975م بولاية الجزيرة، وكان هدفها الرئيس آنذاك خدمة المجتمع الريفي وتقديم نموذج تنموي علمي متكامل يربط الجامعة بالمجتمع.
لكن مع مرور السنوات، اتسعت الرؤية وتعمقت الرسالة، فأصبحت جامعة الجزيرة مؤسّسة تنموية وعلمية متكاملة تضع الإنسان في قلب اهتمامها. واستطاعت عبر كلياتها المتعددة ومناهجها المرتبطة بالواقع أن تُحدث أثراً نوعياً في جميع مناحي الحياة، في الزراعة والصحة والإعلام والهندسة والعلوم الاجتماعية وغيرها.
لقد حمل أبناؤها مشاعل النور من مدرجاتها إلى كل حقلٍ من حقول العلم والعمل، فغدوا أساتذة وباحثين ومهنيين في مؤسسات وطنية ودولية، وظلت الجامعة ترفد السودان بالكفاءات وتؤدي رسالتها في تنمية المجتمع وتحديثه.
ولم تتوقف رسالة جامعة الجزيرة عند حدود الوطن، بل تجاوزتها، فامتدت شهرتها إلى الأقطار العربية والأفريقية، وأمّها طلاب من جنسيات مختلفة عادوا إلى أوطانهم يحملون بصمات الجزيرة، فكراً وسلوكاً وعطاءً.
ويأتي يوم 9 نوفمبر 2025م ليحمل رمزية عميقة، حيث تحتفل الجامعة بعيدها الخمسين – اليوبيل الذهبي. إنها لحظة وفاء وتاريخ من ذهب، تستقبل فيه الجامعة أبناءها الذين انتشروا في ربوع الوطن وخارجه، يعودون إلى عتباتها ليجددوا العهد، ويستعيدوا الذكريات، ويروا بأعينهم كيف أبدع الطلاب والطالبات في إعادة إعمار جامعتهم، رغم التحديات.
إنه عيد لمن بنى، ولمن غرس، ولمن علّم، ولمن تعلّم. خمسون عاماً من العطاء، والجامعة لا تزال وفية لرسالتها الأولى: التنمية وخدمة المجتمع، بإبداع علمي وإنساني متجدد.
في حضرة الذهب، ننحني احتراماً لتاريخٍ عظيم، ونستعدُ لمستقبلٍ أكثر إشراقاً.
“في حضرة الذهب.. جامعة الجزيرة خمسون عاماً”
إهداء من الدكتور أيمن هاشم عوض الكريم لجامعة الجزيرة
عاد الحنينُ مع النسيمِ مُباركا
في عيدكِ الخمسينِ يا نبضَ المدى
يا من غرسنا في ثراكِ حروفَنا
فسقاكِ علمٌ.. فازدهيتِ مُمهدا
يا جزيرةَ العلمِ الأبيّةِ في الدُنا
سطعَتْ شموسُكِ في الضُحى وتجددا
من كل فجٍّ جاءنا طلابُها
حملوا القلوبَ وصدقَهم متوقدا
بنوكِ – وما أكرمَ البنينَ – مشوا على
دربِ الحقيقةِ، بالعزائمِ سيدا
في كل علمٍ خطُّهم لا يُمحى
وفي الحياةِ، لوجهِ الكريم سُجّدا
خمسونَ عاماً.. والزمنُ يُباركُ الخطا
خطواتِ فتحٍ لعهدٍ سرمدا
سنظلُّ نحملُ عهدَكِ في أضلُعِنا
ذكرى، ونكتبُ المجدَ أبدا
رايتُكِ الخضراءُ تَرفُلُ عِزَّةً
وبنورِ أبناءِ الجزيرةِ تُهتدى
هذا احتفالُكِ بالوفاءِ مُجلجلٌ
فامضي على دربِ التميز والابداع مُخلّدا